إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيقول الله تعالى في كتابه العزيز (فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)، فالتوكل عبادة عظيمة من العبادات التي يحبها الله تعالى، والتوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، كما قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم، والتوكل لا يكون إلا بأمرين:
الأول: الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن الله هو مسبب الأسباب وما كتب وقدر لابد من وقوعه.
والثاني: الأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، فالنبي صلى الله عليه وسلم لبس الدرع حينما قاتل الكفار، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل)، ويقول: (احرص ما ينفعك) في هذه الكلمة الأخذ بالأسباب، ثم قال: (واستعن بالله) في هذه الكلمة التوكل على الله، ثم قال: (ولا تعجز) أي لا تعجز عن الأخذ بالأسباب، فلو توكلنا على الله سبحانه وتعالى حق التوكل لرزقنا الخير وجنبنا الشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير خماصاً وتروح بطاناً)، فلهذا عباد الله توكلوا على الله حق توكله، فنسأله سبحانه وتعالى ذلك، أقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالتوكل على الله لابد أن يكون مقرونا بالأخذ بالأسباب، فمن أراد الشهادة لابد له من الدراسة، ومن أراد النجاح لابد له أن يذاكر وأن يدرس، ومن أراد الولد لابد له أن يتزوج، ومن أراد الرزق لابد له أن يعمل، فالذي يعتمد ويتوكل على الله ويأخذ بالأسباب هذا هو المتوكل على الله، أما يزعم أنه متوكل على الله ثم لا يأخذ بالأسباب فهذا يسمى متواكلاً.
عباد الله خذوا بأسباب الرزق وأسباب النجاح وأسباب الفوز بالجنان وأسباب الهداية، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الجنان وأن ينجينا من النيران، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
7 ذو القعدة 1442 ه الموافق 18/6/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ