إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، فنعم الله العظيمة علينا وسائل التواصل الاجتماعي.
فعلينا تجاه هذه النعمة الشكر، فمن شكر نعمة الله عز وجل أدام الله عز وجل عليه النعمة وزادها، ومن كفر بنعمة الله أذهب الله عز وجل عنه النعمة، يقول الله تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
فالواجب علينا شكر هذه النعمة، وذلك بأن نستعمل هذه الوسائل وهذه البرامج فيما أحل الله وفي طاعة الله وفيما ينفع، لا فيما حرم الله وفيما يضر.
فالواجب علينا التنبه لهذا الأمر، وكذلك لابد أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة عند التواصل مع الآخرين عبر هذه البرامج وهذه الوسائل.
فقد بعث النبي صلى الله وسلم بالتوحيد ونبذ الشرك، وكذلك بعث ليتم صالح الأخلاق.
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا حتى إن الله تعالى أثنى على خلقه في كتابه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم، قالت رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن).
فلنا في نبينا صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لاسيما في أخلاقه وتعامله، يقول الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ذكر الله كثيرا).
فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلسا يوم القيامة أحسنهم أخلاقا كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، فتأسوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم واقتدوا به لاسيما في أخلاقه وتعامله تفوز بمحبته وقرب مجلسه يوم القيامة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن أبغض الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبعدهم منه مجلسا يوم القيامة أسوأهم أخلاقا.
فالمؤمن لا يكون لعاناً ولا طعاناً ولا بذيئاً ولا فاحشاَ ولا متفحشاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
إنما المؤمن يتحلى بالأخلاق الحسنة؛ قد يصل المؤمن بحسن خلقه إلى درجة صائم النهار قائم، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم.
وأثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
فعلى المسلم أن يحسن أخلاقه لا سيما عندما يتواصل مع الآخرين في هذه الوسائل والبرامج، فنسأله سبحانه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا التقوى والأخلاق الفاضلة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
1 شعبان 1443 ه الموافق 4/3/2022
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ