إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد اصطفى الله تعالى الأنبياء والمرسلين من بين خلقه قال الله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريةً بعضها من بعض)، فالأنبياء والمرسلون هم خيرة خلق الله تعالى، وقد اتصفوا بالصفات الجميلة والأخلاق الحميدة، فحري بالمسلم أن يقتدي بهم الله، وخليل الله أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام كان حليماً في تعامله وحكيماً في دعوته، فأثنى الله عز وجل عليه بقوله: (إن إبراهيم لحليم أواه منيب)، وقد وصفه سبحانه وتعالى أيضا بالصدق فقال: (إنه كان صديقا نبياً)، وقد وصف ولده إسماعيل عليه السلام بالصدق فقال: (إنه كان صادق الوعد).
عباد الله خلق الصدق خلق عظيم ينبغي على المسلم أن يتحلى بهذا الخلق، والله عز وجل أمرنا أن نكون مع الصادقين قال الله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وكذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق وبيَّن لنا عاقبة الصدق بقوله: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي الى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقب قبل بعثته بالصادق الأمين، فلنا في نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم الأسوة.
وكذلك قد اتصف الأنبياء والمرسلون بصفة الصبر فكانوا من الصابرين قال الله تعالى عن عبده أيوب عليه السلام: إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه آواب)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على أذى المشركين حتى أظهره الله عز وجل وأظهر دعوته.
فعلينا عباد الله أن نقتدي بالأنبياء والمرسلين، نسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا ذلك يا رب، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالمسلم ينبغي عليه أن يتحلى بالصبر، والصبر عباد الله على ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
عباد الله النبي صلى الله عليه وسلم هو أسوتنا وقدوتنا؛ علينا أن نتأسى به لا سيما في أخلاقه، وربنا جل وعلا يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
عباد الله قد أثنى الله تعالى على خلق النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وتقول عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، ويقول أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقاً كما قال صلى الله عليه وسلم، والمؤمن قد يدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من الذين يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
12 رجب 1443 ه الموافق 3/2/2023
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ