إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد: فمن التي يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الحلم والأناة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأشج رضي الله عنه كما عند مسلم: (إن فيك خصلتين يحبها الله الحلم والأناة)، والحلم عباد الله صفة من صفات الله تعالى اتصف بها كما قال الله تعالى: (واعلموا أن الله غفور حليم)، وكذلك صفة من صفات الأنبياء والمرسلين قال الله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: (إن إبراهيم لحليم أواه منيب)، والحلم عباد الله هو ضبط النفس عند الغضب وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها وإلزام النفس في حال غضبها بالسكون، وأحلم الناس نبينا صلى الله عليه وسلم فقد جبذه أعرابي في يوم جذبة شديدة حتى أثرت حاشية الرداء على صفحة عاتقه صلى الله عليه وسلم، ثم قال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليه وضحك ثم أمر له بعطاء هذا هو خلق نبينا صلى الله عليه وسلم.
أما صفة الأناة فمعناها النظر في عواقب الأمور والتمهل وعد العجلة، فالتأني من الله والعجلة من الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة) عباد الله تحلوا بهذين الخلقين الكريمين تفوزوا بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فمن الأخلاق التي يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الحلم والأناة والصدق والأمانة والرفق والصبر وغيرها من الأخلاق الفاضلة، ولنا في نبينا صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة، فقد أثنى الله تعالى على خلقه في كتابه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)، ويقول أنس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا)، فلنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة امتثالا لقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) تحلوا بهذه الأخلاق تفوزوا بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
7 رجب 1442 ه الموافق 19/2/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ