أساسيات حسن الخلق

• August 7, 2021

• 306
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فقد بعث الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ونبذ الشرك، وكذلك بعثه ليتمم صالح الأخلاق، وقد أثنى الله تعالى على خلق نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ولما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)، وقال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، فلهذا ينبغي على كل مسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقول الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).

واعلموا عباد الله أن من أساسيات حسن الخلق إفشاء السلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

وكذلك من أساسيات حسن الخلق البشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم من أبي ذر: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، ويقول: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).

وكذلك من أساسيات حسن الخلق الكلمة الطيبة والكلمة الحسنة يقول الله تعالى: (وقولوا للناس حسناً)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (والكلمة الطيبة صدقة)، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدينا لأحسن الأخلاق، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فمن أساسيات حسن الخلق أيضاً ترك الغضب، قالوا لابن المبارك: اجمع لنا حسن الخلق في كلمة، قال ترك الغضب، وقال الإمام أحمد رحمه الله: (حسن الخلق ترك الغضب)، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً بألا يغضب، جاء إليه رجل قال يا رسول الله أوصني، فقال: (لا تغضب)، فردد مراراً أوصني أوصني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: (لا تغضب).

فعلى المسلم ألا يغضب وعليه أن يكظم غيظه فإن الله عز وجل يحب المحسنين يقول الله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، فعلى المسلم ألا يغضب، عليه أن يهدأ، وإذا غضب عليه أن يسكن، أولا يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وألا يتكلم، عليه أن يسكت، وإن كان قائماً عليه أن يجلس، وإن كان جالساً عليه أن يضطجع، هكذا يسكن غضبه.

فنسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لأحسن الأخلاق يا ربنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

27 ذو الحجة 1442 ه  الموافق 6/8/2021