الأسرة المترابطة حصن الابناء

• November 18, 2022

• 241
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالأسرة المترابطة هي الأسرة المتمسكة، وهي الأسرة المستقرة التي بين أفرادها المودة والمحبة، والتي عرف أفرادها المسؤولية فأدى كل فرد من أفرادها هذه المسؤولية على أكمل وأتم وجه.
والأبوان لابد أن يهتما بأولادهما لأنهما مسؤولان أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فلابد للأبوين أولاً: أن يغرسا في نفوس أولادهما التوحيد والعقيدة الصحيحة، كما قال ربنا جل وعلا عن لقمان لما وعظ ابنه (يا بني لا تشرك إن الشرك لظلم عظيم)، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنه: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضرونك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.
ثانياً: لابد للأبوين أن يغرسا في نفوس أولادهما مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، وأن الله سبحانه وتعالى مطلع عليهم يسمعهم ويراهم من فوق سبع سماوات لا تخفى عليه خافية، كما قال الله تعالى عن لقمان لما قال لابنه (يا بني أنها إن تكن مثقال حبة خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير).
ثالثا: لابد للأبوين أن يأمر أولادهما بالصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم ابناء عشر سنين.
رابعا: لابد للأبوين أن يعلما أولادهما القرآن الكريم فخيركم من تعلم القرآن وعلمه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، نسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظنا وأن يحفظ أولادنا يا رب العالمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلابد للأبوين أن يجلسا مع أولادهما وأن يسمعا ما يعانونه في هذه الحياة، ومن ثَم يصبح التوجيه من الأبوين التوجيه الصحيح والإرشاد الصحيح للأولاد.
لابد للأبوين أن يربطوا أولادهما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لابد أن يربطوهم في سائر أحوالهم في قيامهم وقعودهم ومضجعهم في ممشاهم وفي مجالسهم وفي طعامهم وشرابهم، فقد رأى النبي صلى عليه وسلم غلاما تطيش يده في الصحفة، فقال: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك.
هكذا لابد للأبوين أن يغرسا في نفوس أولادهما السلوك الحسن والأخلاق الفاضلة، لابد للأبوين أن يبيَّنا لأولادهما أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا كان خلقه القرآن كما بينت عائشة رضي الله عنها، لابد للأبوين أن يبيَّنا فضل الأخلاق الحسنة فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة الأخلاق الحسنة كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل المؤمن إلى درجة الصائم القائم بحسن خلقه كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أراد محبة النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه لابد أن يحسن من أخلاقه كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظنا وأن يحفظ أولادنا يا رب العالمين من كل سوء.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده وإخوانه حكام الإمارات والشيخ الدكتور سلطان القاسمي يا رب العالمين، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
23 ربيع الآخر 1444 ه الموافق 18/11/2022