التواصل مع الأرحام

• January 29, 2021

• 748
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد

 فقد جاءت النصوص المتضافرة في الحث التواصل مع الأرحام والأقارب، ففي كتاب الله آية تسمى عند العلماء بآية الحقوق العشرة ذكر الله فيها بعد حقه جل وعلا وبعد حق الوالدين حق الأقرباء فقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى)، فصلة الأرحام عباد الله من الصلات العظيمة قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته)، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلة الأرحام علامة من علامات قوة وزيادة الإيمان كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)، وبيَّن النبي صلى عليه وسلم، كذلك أن صلة الأرحام من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أي الأعمال أحب إلى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إيمان بالله فقال الرجل يا رسول الله ثم مه؟ فقال صلة الأرحام).

فالتواصل مع الأرحام والأقارب له أثر عظيم بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بأنه يزيد في الرزق ويطيل العمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)، فلهذا عباد الله احرصوا على صلة الأرحام، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى ذلك أقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فالتواصل مع الأرحام والأقرباء من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى في مرض موته بالأرحام فقال: (أرحامكم أرحامكم)، وقال أيضا: (فاتقوا الله وصلوا الأرحام)، وقال: (بُلوا أرحامكم ولو بالسلام)، أي لا تقطعوا أرحامكم وصلوها ولو بالسلام.

فاحرصوا عباد الله على التواصل مع الأرحام والأقارب بالاتصال وبوسائل التواصل الاجتماعي، واجتنبوا في هذه الفترة اللقاءات والزيارات والتجمعات العائلية إلا لضرورة ماسة مع أخذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وكل ذلك لسلامتكم وسلامة أرحامكم وأقربائكم ومجتمعكم.

فنسأله سبحانه وتعالى عباد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لصلة الأرحام يا رب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

16 جمادى الآخرة 1442 ه  الموافق 29/1/2021