إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيقول الله تعالى في كتابه العزيز (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، فعلى الزوجين تحقيق التوحيد، والتوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، وكذلك تحقيق التقوى بأن يمتثل الزوجان أمر الله عز وجل به ويجتنب ما نهى الله تعالى عنه، وكذلك عباد الله على الزوجين التحلي بالأخلاق الطيبة وحسن العشرة امتثالاً لما أمر الله تعالى به (وعاشروهن بالمعروف)، وأخذاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما خطب الناس يوم عرفة في أكبر اجتماع وأعظم موقف فأوصى الأزواج فقال: (فاتقوا الله في النساء)، فعلى الزوجين حسن المعاملة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خير لأهلي)، وقال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقاً وخياركم خياركم لنسائهم).
ولتعلموا عباد الله أن من أساسيات الأخلاق الحسنة الكلمة الطيبة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة)، وكذلك الابتسامة والبشاشة وطلاقة الوجه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، ويقول: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، فعلى الزوجين التحلي بالأخلاق الحسنة، ولابد من المعاملة الطيبة حتى يسعدا في هذه الدار قبل الآخرة؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فمن حسن العشرة وحسن المعاملة غض الطرف عن الزلات والهفوات اليسيرة، فاذا رأى أحد الزوجين ما يكره من الآخر فعليه أن يغض طرف عن هذه الزلة وعن هذه الهفوة، وأن يجعل ذلك في بحر الحسنات والإيجابيات، فلا بد من الصبر واللطف واللين والرفق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة _ أي لا يبغض مؤمن مؤمنة _ إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فلا شك أن هذا مما يجعل السعادة تغمر بيت الزوجين، وإذا غمرت السعادة وأصبحت هذه البيوت بيوت مستقرة مطمئنة سعيدة فلا شك أن الأولاد سينشؤون النشأة الصالحة، وسيكونون على تربية صالحة فيكونون بارين، وكذلك ينفعون بلدهم ومجتمعهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل بيوتنا مطمئنة مستقرة سعيدة يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهم وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا اليك يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
9 شوال 1442 ه الموافق 21/5/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ