إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد بعث الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً يدعوهم الى التوحيد وينذرهم عن الشرك، وكذلك بعثه ليتمم صالح الأخلاق.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، فقد أثنى الله تعالى على خلقه صلى الله عليه وسلم في كتابه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن).
ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة الصدق، والصدق هو مطابقة الخبر للواقع، وقد أمرنا الله تعالى في كتابه أن نكون مع الصادقين فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وكذلك أمرنا النبي صلى الله وسلم بالصدق وبيَّن أن عاقبة الصدق الجنة كما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق تحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً).
والصدق طمأنينة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ومنجاة لصاحبه ففي مواطن الهلكة لا ينجو الإنسان إلا بالصدق، كما قال كعب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أنجاني بالصدق، وإن من توبتي إلا أحدث إلا صدقاً ما بقيت.
فعليكم بالصدق عباد الله فما أكثر الصالحين أقل الصادقين كما قال بعضهم، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن نكون من الصادقين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (طمأنينة والكذب ريبة)، فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب، وبيَّن أن عاقبة الكذب وخيمة وهي النار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
فالكذب من صفة المنافقين والمنافق إذا حدث كذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والبركة في الصدق ومحق البركة في الكذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه: (البيعان بالخيار ما لم يفترقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما.
فعليكم بالصدق عباد الله وإياكم والكذب وكونوا مع الصادقين ولا تكونوا مع الكاذبين؛ فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الصادقين يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذلة شركا والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الامارات وارحم الشيخ زايد وشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن وآدم عليها وعلى بلاد الإسلام الأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
14 ربيع الآخر 1443 ه الموافق 19/11/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ