إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيها الذين قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته)، فالأب عباد الله سيقف بين يدي علام الغيوب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، سيقف في يوم كان مقداره ألف سنة ليس بينه وبين الله تعالى حجاب ولا ترجمان إذا نظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وإذا نظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وإذا نظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أولادكم، سيسأل عن هذه الأمانة وعن هذه المسؤولية أأدى المسؤولية وحفظ الأمانة أم لا؟! كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع).
وتضيع الأمانة عباد الله من الخيانة يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون)، ثم قال: (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)، ففي تربيتهم والاهتمام بهم ورعايتهم الأجر العظيم عند الله تبارك وتعالى، وفي تضييعهم الخسران الكبير والإثم العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية. يموت يوم وهو غاش لرعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة) كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه.
فمسئولية الأب كبيرة، ومن أهمها غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد كما قال الله تعالى عن لقمان: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظنا وأن يحفظ أولادنا يا رب العالمين أقول لي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فعلى الأب أن يغرس في نفوس أولاده العقيدة الصحيحة وأن يأمرهم بالصلاة وأن يعلمهم القرآن خيركم من تعلم القرآن وعلمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولابد أن يكون على خلق حسن وسلوك طيب فإنه هو القدوة فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فاذا رآك تسب وتشتم وتلعن، فماذا تنتظر منه الا السب والشتم واللعن، فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء)، إذا رآك تدخن فماذا تنتظر منه؟! إذا رآك تسمع الغناء فماذا تنتظر منه؟! فلابد للأب أن يكون قدوة لأولاده.
وأخيراً من مسؤوليات الأب العظيمة الإنفاق على أهله وأولاده لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت).
فنسأله سبحانه وتعالى أن يحفظنا وأن يحفظ أولادنا يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
29 ربيع الأول 1442 ه الموافق 5/11/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ