إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا. وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، فالإنسان يخرج من بطن أمه جاهلا لا يعلم شيئا ثم يتعلم شيئا فشيئا؛ لأن العلم لا يكون إلا بالتعلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم).
ولابد أن يسأل المرء عن دينه؛ لابد أن يسأل العلماء الموثوقين بهم في علمهم ودينهم وتقواهم امتثالا لقول الله عز وجل: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، أما أن يسأل عن دينه كل أحد فلا شك أنه سيضيع؛ لأن هذا العلم دين (فانظروا عمن تأخذون دينكم) كما قال ابن سيرين رحمه الله.
البعض يسأل الجهال والمتعالمين وأنصاف المتعلمين ولاسيما في آخر الزمان يكثر أهل البدع والأهواء، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه ينطق في آخر الزمان الرويبضة، ولما قيل له ما الرويبضة، قال: (الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة).
إذاً عليكم عباد الله أن تسألوا أهل الذكر الذين يستقون من الكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة، قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان، الذين لا يقدمون أقوال الرجال على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر).
هؤلاء العلماء لا يقدمون الآراء على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذا جاء الأثر بطل النظر، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، يقول عمر رضي الله عنه: (عن أصحاب الرأي إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا).
عليكم عباد الله بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعليكم أن تسألوا أهل العلم في أمر دينكم ودنياكم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلابد للعبد أن يسأل عن أمر دينه؛ لابد أن يتفقه في دينه، والعلم بالتعلم.
واعلموا عباد الله أنه لا يتعلم اثنان المستحي والذي يتكبر؛ الذي يتكبر على الخلق وعلى العلم وعلى الحق قد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه باباً سماه باب الحياء في العلم، ثم ذكر قول مجاهد رحمه الله: (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)، ثم ذكر قول عائشة رضي الله عنها: (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين).
فتفقهوا في دينكم، واسألوا أهل العلم فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا في ديننا يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ دكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام الأمن والأمان يا رب العالمين؛ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله على نبينا وعلى إله وصحبه وسلم.
4 جمادى الآخرة 1443 ه الموافق 7/1/2022 م
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ