الإعلانات

التواصل الاجتماعي

العشر الأواخر من رمضان لعام 1442ھ

  • April 30, 2021

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد: فبعد أيام قليلة سنقبل على ليال عظيمة ألا وهي ليالي العشر الأواخر من رمضان، فهي من أعظم الليالي على الإطلاق، ففيها ليلة هي خير من ألف شهر كما بين الله تعالى ذلك في كتابه، فعليكم عباد الله بالجد والاجتهاد في هذه الليالي العظيمة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، وكان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.

فعليكم عباد الله بهذه الليالي والاجتهاد فيها أولاً عليكم بالمحافظة على الصلوات خمس حيث ينادى بهن، أي في المسجد جماعة، وأيضا بعد الصلاة تحافظون على الأذكار تسبحون الله ثلاثا وثلاثين وتحمدون ثلاثا وثلاثين وتكبرون ثلاث وثلاثين وتختمون هذا الذكر بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ تحافظون على آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، وكذلك على سورة الإخلاص والمعوذتين، وتحافظون أيضا عباد الله على سنن الرواتب، فمن حافظ على هذه السنن بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة؛ تحافظون على ركعتين قبل الفجر، فهاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيها، وتحافظون على أربع قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء، أيضا عباد الله أكثروا من قراءة القرآن الكريم، فمن قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أكثروا عباد الله ذكره جل وعلا؛ أكثروا من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، فإن الذكر من أجل العبادات، ومن أعظم العبادات وأزكاها عند الله عز وجل وأرفعها في درجاتكم كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أكثروا عباد الله من الاستغفار فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً؛ أكثروا عباد الله من الدعاء لاسيما في الثلث الليل الأخير، فإن الله عز وجل ينزل إلى الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له من يسألني فأعطيه؛ أكثروا لاسيما من قول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى الطاعات والعبادات في هذه الأيام المباركة المقبلة يا رب العالمين؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فعليكم عباد الله بالجد والاجتهاد في هذه الليالي المباركة المقبلة عليكم بالإكثار من إخراج الصدقات، فالصدقة برهان، والعبد في ظل صدقته يوم القيامة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصدقة تطفئ عن أهلها عبر القبور كما بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقة السر تطفئ غضب الرب كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبيَّنَ إن صاحبها من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فعليكم بالجد والاجتهاد في هذه الليالي المباركة في العشر الأواخر من رمضان حتى تنالوا مغفرة الله تعالى، فنسأله سبحانه وتعالى التوفيق إلى ذلك يا رب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

18 رمضان 1442 ه  الموافق 30/4/2021