إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فإعطاء الصدقات للفقراء من الأعمال العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، لاسيما في شهر رمضان، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة قال الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
والصدقة عباد الله برهان، أي برهان على صدق إيمان العبد، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصدقة تطفئ عن أهلها حر القبور كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقة السر تطفئ غضب الرب كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحب صدقة السر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم.
والمتصدق يبارك الله له في ماله فينمو ماله ويزداد، يقول الله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه)، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفاً)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة).
فأكثروا عباد الله من الصدقات في هذا الشهر المبارك، واتقوا النار ولو بشق تمرة كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن أعظم صور العطاء في شهر رمضان المبارك إفطار الصائم، ومن فطرَّ صائماً كان له مثل أجره كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من فطرَّ صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً).
فإطعام طعام من الأعمال العظيمة التي يحبها الله تعالى كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تخرج عنه جوعاً، قال عبدالله بن صالح صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس، فإطعام الطعام عباد الله سبب عظيم من أسباب دخول الجنان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس قيام تدخلوا الجنة بسلام)، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يدخلنا الجنة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
16 رمضان 1444 ه الموافق 7/4/2023
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ