إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم في شهر رمضان قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، فشهر رمضان هو شهر القرآن، فأكثروا عباد الله من تلاوة القرآن الكريم فيه.
فالله عز وجل يرفع أهل القرآن في المنازل العالية يوم القيامة، (يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رفعة في الدنيا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
القرآن الكريم عباد الله يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، وقال أيضاً: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فيشفعان).
(أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)، (وخيركم من تعلم وعلمه) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أكثروا عباد الله من قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك، (فإن من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد كان جبريل يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، والسلف ضربوا لنا أروع الأمثلة في قراءة القرآن في رمضان، فلابد للعبد أن ينظر في حال السلف في قراءتهم للقرآن الكريم.
كان زهري رحمه الله إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
وكان الإمام مالك رحمه الله لا يفتي ولا يدرس في رمضان، ويقول: هذا شهر القرآن.
وكان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات، وأقبل على قراءة القرآن.
كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
وكان قتادة رضي الله عنه يختم القرآن في سبع، وإذا دخل رمضان ختم في ثلاث، وإذا دخل العشر ختم في كل ليلة.
وقال ربيع بن سليمان: كان الشافعي رحمه الله يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان يختم ستين ختمة.
فعلينا عباد الله أن نكثر من قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك، فإن لنا بكل حرف نقرأه حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما بيَّن النبي الله عليه وسلم، ونسأله سبحانه وتعالى بأسماء الحسنى وصفات العلى أن يعيننا على ذلك يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
9 رمضان 1444 ه الموافق 31/3/2023
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ