الإعلانات

التواصل الاجتماعي

القرآن الكريم 2

  • June 18, 2020

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:  

فإن القرآن الكريم كتاب الله المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، هذا القرآن نزل به روح الأمين على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيراً، هذا القرآن هو كتاب الله، وهو كلام الله تبارك وتعالى ليس بمخلوق تكلم الله عز وجل به حقيقة بصوت وحرف ألقاه على جبريل عليه السلام فسمعه فبلغه النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الناس جميعاً منه بدأ من الله عز وجل بدأ واليه يعود؛ في القرآن الكريم نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا وهو حكم فيما بيننا، كما قال لله عز وجل: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)، وأيضا قال الله عز وجل: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)، القرآن الكريم عباد الله هو حبل الله المتين هو حبل الله الممدود بين السماء والأرض، وهو صراطه المستقيم من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أُجر ومن دعا اليه هُدي صراط مستقيم.

عباد الله ينبغي على كل مسلم أن يجعل له ورداً من كتاب ربه يقرأ في كل يوم هذا الورد ولا يفرط في هذا الورد، فإن تلاوة القرآن من أجل وأعظم العبادات، يقول خباب بن الأرت رضي الله عنه: (تقرب ما استطعت) تقرب إلى الله عز وجل من العبادات ما استطعت، قال: (واعلم إنك لن تتقرب الى الله بشيء أحب إليه من كلامه)، فتلاوة القرآن من أجل العبادات وأعظم القربات عباد الله بكل حرف تقرأه من كتاب ربك لك حسنة، وهذه الحسنة تتضاعف إلى عشر حسنات، وقد يضاعف ربنا عز وجل هذه الحسنات العشر إلى أكثر من ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) إذا لا تفرط في وردك أيها المسلم اجعل لك ورداً في كل يوم تقرأ القرآن، وهذا القرآن سيأتي يوم القيامة يشفع لك ويدافع عنك في عرصات القيامة يشفع لك عند الله تبارك وتعالى روى الإمام مسلم من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، وقد قال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال عليه الصلاة والسلام: فيشفعان)، يقال لصاحب هذا القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، هكذا تترقى في درجات الجنة في المنازل العالية، إذا قرأت القرآن تلوت القرآن حق التلاوة يشفع لك، إذا تلوت القرآن حق التلاوة تعمل بالقرآن ليس مجرد القراءة فقط، وإنما لابد أن تتبع هذه القراءة بالعمل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن يمتثل أمر القرآن ويجتنب نهي القرآن، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى عليه وسلم قالت رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)، يشفع لك القرآن إذا عملت بكتاب الله جل وعلا، ولهذا قال ابن مسعود: (إن هذا القرآن شافع مشفع، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار)، فهذا القرآن يا عبدالله إما حجة لك وإما حجة عليك، إن عملت به فهو حجة لك، وإن خالفت القرآن، فالقرآن حجة عليك تزج في النار يوم القيامة؛ لأنك خالفت أمر الله ولو قرأت القرآن هجرت العمل بكتاب الله عز وجل، والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة بالتمسك بكتاب ربنا وأيضاً بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، أما إن أعرضت عن كتاب الله وجعلت كتاب الله خلف ظهرك تخالف ما أمرك الله حتى لو قرأت القرآن بالليل والنهار، لكن لم تتدبر القرآن ما الفائدة لم تعمل بما في القرآن ما الفائدة، أما من عمل فإن الله عز وجل سيهديه في الدنيا في الآخرة عباد الله، ولهذا قال الله عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى)، قال ابن تيمية رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما: (تكفل الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة)، (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)، إذا السعادة الحقيقية مع كتاب الله جل وعلا، كما قال الله عز وجل مع الإيمان والعمل الصالح بالتقوى وبالتمسك بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، نسأل الله عز وجل عباد الله أن يجعلنا ممن يقرأ القرآن ويتدبر القرآن ويعمل نسأله ذلك يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

عباد الله فالقلة القليلة من يقرأ كتاب الله جل وعلا، ومن هؤلاء القلة قلة قليلة من يتدبر كتاب الله جل وعلا، ومن هؤلاء الذين يتدبرون كتاب الله قلة قليلة يعمل بما قرأ وتدبر، وقلة قليلة من إذا عمل بما قرأ وتدبر يخلص في عمله؛ هذه هي الصفوة مِنْ مَنْ يقرأ كتاب الله عز وجل، إذا قرأ تدبر وإذا تدبر عمل وإذا عمل أخلص في عمله لله جل وعلا، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن الثلاثة من تسعر بهم النار، أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، وذكر قارئ القرآن يؤتى بقارئ القرآن يوم القيامة، فيقال له: فما عملت فيها، فيقول: يا رب قرأت فيك القرآن، يقال له: كذبت، وإنما قرأت ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم يؤمر فيسحب على وجهه ثم يلقى في نار جهنم؛ إذاً عباد الله أكثروا من تلاوة القرآن وتدبروا كتاب الله واعملوا وأخلصوا في أعمالكم لله جل وعلا.

أديموا النظر عباد الله في كتاب ربنا جل وعلا، كما قال ابن مسعود: (أديموا النظر في المصحف)، لكن للأسف الشديد تجد أن بعض الناس يديم النظر في هذه الوسائل التواصل الاجتماعي أكثر من كتاب ربنا بكثير، فالقرآن عباد الله فيه الهدى فيه الرحمة فيه شفاء للمؤمنين، كما قال الله عز وجل: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، قال جلا وعلا: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)، قال الله عز وجل: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين). عباد الله تمسكوا بكتاب الله عز وجل اقرأوا القرآن، فالقرآن حفظ من كل سوء ومن كل شر، يحفظك الله عز وجل بالقرآن من الجان ومن المس ومن كل سوء ومن كل شر؛ إذا قرأت آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله لا يزال الله عز وجل عليك حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح، إذا قرأت آيتين آخر آيتين من سورة البقرة كما بَيَّنَ النبي عليه الصلاة والسلام كفتاه (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه) كفتاه المكروه، فتقرأ المعوذتين والإخلاص دبر كل صلاة مكتوبة، تقرأ في الصباح والمساء وقبل نومك، وهكذا تقرأ في كل يوم تجعل لك ورد من كتاب ربك تسعد بإذن الله عز وجل في دنياك وآخراك، واحذر أن تقرأ فقط بعينك، واحذر أن تقرأ في نفسك وفي قلبك؛ لابد أن تتلفظ أن تنطق بلسانك وأن تحرك شفتيك، لا بالنظر لا بالقلب والنفس وتقرأ في صدرك من غير أن تحرك فإنك لن تؤجر، وإنما الأجر على النطق والتلفظ وأن تحرك شفتيك، فتنبه أيها المسلم عندما تقرأ كتاب الله تبارك وتعالى اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة الشيخ خليفة ونائبه الشيخ محمد وحكام الإمارات وولي عهده الأمين، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك يا رب العلمين، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.