إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فالصيام عباد الله أجره عظيم لا يعلمه أحد إلا الله كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال تتضاعف فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله تعالى عند الصوم فإنه لي وانا أجزي به، وسأل أبو أمامة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أي العمل أفضل فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (عليك بالصوم فإنه لا عدل له)، وفي رواية (فإنه لا مثل له)، فمن صام رمضان عباد الله إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، والصيام عباد الله يشفع للعبد يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقوم الصيام: أي ربي منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم _ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: _ فيشفعان)، وللصائم عباد الله فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، وفي الجنة عباد الله باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة يقال أين الصائمون فيقومون فإذا دخلوا منه أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم كما بين النبي الله عليه وسلم، والصيام عباد الله جنة وحصن حصين كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نسارع في الطاعات في هذا الشهر، فإن في أول ليلة من شهر رمضان تصفد الشياطين وتغلق أبواب النار فلم يفتح منها باب وتفتح أبواب الجنة فلم يغلق منها باب كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة، فاسرع وشرعوا عباد الله بالطاعات والعبادات في هذا الشهر؛ أقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فعلى العبد الصائم أن يتقي الله في صومه كما أنه يصوم عن الطعام والشراب عليه أن يصوم عن المحرم والآثامات وعن السب والشتم وعن الغيبة والنميمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام عن الأكل والشراب إنما الصيام عن اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، ويقول أيضا: (رب الصائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب ليس له من قيامه إلا السهر)، ويقول جابر رضي الله عنه: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن المحارم _ إلى أن قال رضي الله عنه _ ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)، فعلينا عباد الله أن نتقي الله في صومنا، وأن نبتعد عن المحرمات كل البعد، وعلينا أن نسارع في الخيرات والطاعات، ونسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يوفقنا إلى الطاعة في شهر رمضان يا رب العالمين؛ اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
26 شعبان 1442 ه الموافق 9/4/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ