إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، والدعاء عباد الله عبادة من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، ثم قرأ قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).
واعلموا عباد الله أن للدعاء آداباً كثيرة منها:
الثناء على الله عز وجل بما هو أهل له، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم، ليدع بعد بما شاء).
وكذلك من الآداب العظيمة في الدعاء استقبال القبلة ورفع اليدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خائبتين).
وكذلك من الآداب العظيمة في الدعاء أن يستحضر الداعي قلبه عند المسألة، وأن يوقن بالإجابة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه).
وكذلك من الآداب العظيمة في الدعاء ألا يعجل الداعي مسألته، بل عليه أن يستمر في دعائه، ولا يقل قد دعوت قد دعوت فلم يستجب لي فيترك الدعاء، بل عليه أن يستمر في الدعاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت فلم يستجب لي).
وكذلك من الآداب العظيمة في الدعاء الجزم في المسألة، لا يقل اللهم اغفر لي إن شئت أو اللهم ارحمني إن شئت، بل عليه أن يعزم في المسألة وعليه أن يعظم الرغبة في دعائه فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه، والله عز وجل أيضاً لا مكره له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظم شيء أعطاه)، وفي رواية (فإن الله لا مكره له).
فلهذا ينبغي علينا أن نأتي بهذه الآداب حتى يستجيب الله عز وجل دعاءنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم:
فمن الآداب العظيمة في الدعاء أيضاً عباد الله التضرع والخشوع والرغبة والرهبة، يقول الله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية)، ويقول عن الأنبياء والرسل: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين).
وكذلك من الآداب العظيمة في الدعاء إذا دعا أحدنا فليدع ثلاثاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، كان إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً كما جاء في صحيح مسلم.
فلهذا ينبغي عباد الله أن نأتي بهذه الآداب العظيمة حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاءنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات أعز الإسلام والمسلمين وأذل شركه والمشركين يا رب العالمين اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانه من شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم إنا نسألك أن تحفظ هذه الدولة وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل فيها الأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبي وعلى آله وصحبه وسلم.
11 محرم 1443 ه الموافق 20/8/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ