إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستزيد من العلم فقال: (وقل رب زدني علما)، وقد بَيَّنَ الله تعالى فضل العلماء قال الله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط)، وكذلك رفع الله عز وجل شأن العلماء في كتابه فقال: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
والعالم أفضل من العابد؛ لأن العالم نفعه متعد إلى غيره، بخلاف العابد فنفعه قاصر على نفسه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب).
وإذا أراد الله عز وجل بعبده خيراً وفقه لطلب العلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
وطريق العلم هو طريق الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)، وإن اجلال العلم وأهله أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، والعالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وحتى النملة في جحرها.
واعلموا عباد الله أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وانما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم.
فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى العلم النافع يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالعلم شأنه عظيم لمن صلحت نيته كما قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صلحت نيته، فقالوا يا أبا عبد الله وكيف تصلح النية؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فلابد من إصلاح النية، ولابد أيضا من العمل بالعلم فالعمل هو ثمرة العلم والعلم بلا عمل يكون العلم وبالاً على صاحبه، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه أي تخرج أمعاؤه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك؟! ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! فقال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه. فالحذر عباد الله من ترك العمل؛ لابد من إصلاح النية والعمل بالعلم حتى يصل العبد إلى المنازل العالية، نسأله سبحانه وتعالى ذلك يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
18 محرم 1443 ه الموافق 27/8/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ